في الشتاء حيث البرد القارس يحلو تناول المشروبات التي تمد الجسم بالدفء حين تناولها، وقائمة المشروعات الدافئة طويلة، نختار منها اليوم الحلبة والشاي؛ حيث أثبتت الدراسات العلمية فوائدهما الصحية.
تعد الحلبة من أشهر الأدوية الطبيعية المعروفة منذ القدم، والتي لا يزيدها تقدم العلم، ومرور الأيام إلا رسوخًا بين النافع من النباتات العلاجية والغذائية أيضًا.
المكونات الفعالة في الحلبة:
الحلبة غنية بالمواد البروتينية والفسفور والمواد النشوية والحديد، وهى تماثل في ذلك زيت كبد الحوت، كما تحوى أيضًا مادتي الكولين والتريكو نيلين وهما يقاربان في تركيبهما أحد فيتامينات (ب) ، كما تحتوى بذورها على مادة صمغية وزيوت ثابتة، وزيت طيار يشبه زيت الينسون.
ويرصد فوائد الحلبة الدكتور عبد الباسط السيد- أستاذ مادة الجراثيم والميكروبات في الجامعات المصرية- فيقول:
1- إن الحلبة تعالج الإمساك المزمن، وأمراض الصدر، والحلق، والسعال، والربو، والبلغم، والبواسير، والضعف الجنسي.
2- تعطى للفتيات في زمن البلوغ لتنشيط الطمث، وكذلك للتغلب على فقر الدم، كما أنها تساعد في حالات تأخر الدورة الشهرية.
3- تستخدم لتغذية ضعاف البنية والشهية، وللنحفاء لزيادة الوزن، كما يشرب مغليها لعلاج بعض الاضطرابات المعدية والصدرية.
4- منقوعها يقوي المعدة، ويسهل الهضم ويحسنه.
5- يفيد زيتها ومغليها في إدرار حليب المرضع، وفتح شهيتها للطعام، وهو ما يعزز الشائع لدى السيدات، وما تتناقله وصايا الأمهات.
6- مغلى بذور الحلبة مدفئ للكلى والأعضاء التناسلية.
7- تستعمل بذورها لعمل (لبخة) في علاج الدمامل والإسراع بشفائها، ويساعد مرضى البول السكرى بشفاء الجروح لديهم.
8- يفيد مغليها إذا استعمل كغرغرة لعلاج التهاب اللوزتين، ولتحضير الغرغرة يغلى المسحوق بمقدار فنجان واحد من الماء، يغرغر به بضع مرات، يؤخذ كل مرة جرعة واحدة، ويحتفظ بها داخل الفم لمدة دقيقة ونصف، ويفيد مغلى الحلبة مع التين، والتمر، والسكر في علاج بعض أمراض الصدر المزمنة والسعال، والربو، وضيق التنفس، ويستعمل المغلي بشرب ملعقة كبيرة (3- 4) مرات يوميًا لتسكين حدة السعال عند المصابين بالدرن الرئوي.
9- تحتوى الحلبة على مادة (الصابونين) وهى مقوية وملينة للأمعاء ومضادة للالتهابات.
10- كما يستعمل مغلى بذور الحلبة في غسيل الجلد المتشقق، فيصير ناعمًا طريًّا، كما تفيد في إزالة الكلف من الوجه.
كما كشفت دراسة للدكتور أحمد الكوفحي- أستاذ علم العقاقير والنباتات الطبية ونائب عميد كلية الصيدلة جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية- وفريقه أن مستخلص بذور الحلبة أبدى نتائج إيجابية في كبح الخلايا السرطانية في الإنسان مثل: سرطان الرئة والقولون والثدي.
وذكر أن الدراسات العلمية على حيوانات التجربة أثبتت أن مستخلص الحلبة خافض لنسبة الكوليسترول في الدم نتيجة للألياف والمواد الصابونينية الموجودة في بذور الحلبة، كما أنه خافض لنسبة السكر في الدم، إضافة إلى أنه مضاد لبعض أنواع الفيروسات.
كما أثبتت دراسة هندية أن 3 جرامات من الحلبة المطحونة تعادل وحدة إنسولين، لذلك تستخدمها الهند حاليًا في علاج مرضى السكر من النوع الأول، أي المعتمدين على الإنسولين من خارج الجسم، وكذلك النوع الثاني، أي غير المعتمدين على الأنسولين من الخارج.
وترجع فعالية الحلبة إلى احتوائها على سلاسل البيتيدات المرتبطة بالزنك، والتي يعزى إليها التأثير على سكر الدم، هذا علاوة على زيادة ما بها من الأحماض الأمينية، والكبريتية، وهى التي تساعد على تحويل السلاسل البيتيدية لمصنعات البنكرياس إلى إنسولين فعال.
فوائد الشاي:
المشروب الآخر الذي نتناوله بكثرة لدرجة أننا لا يمكننا أن نتذكر عدد مرات تناوله في اليوم، وهو مشروب محبب للأطفال أيضًا، أنه الشاي بنوعيه الأسود والأخضر.
وقد كشفت الأبحاث والدراسات فوائد عظيمة للشاي بنوعيه اللذين يختلفان تبعًا لدرجة التخمير التي تتعرض لها أوراقها أثناء الصناعة، فالأخضر ذو تخمير أقل من الشاي الأسود.
ومن فوائد الشاي التي أكدها العلم أنه:
1- يساعد على خفض الكوليسترول، والوقاية من الأزمات القلبية، وهذا ما يقره أساتذة القلب على مستوى العالم؛ حيث يعتبر الكوليسترول السبب الرئيس في حدوث جلطات الشريان التاجي، وبالتالي الأزمات القلبية.
2- يخفض من ضغط الدم، ويرجع السبب في ارتفاع ضغط الدم إلى إنزيم تفرزه الكلى، ويعمل الشاي على تعطيل عمل هذا الإنزيم، مما يسهم بشكل كبير في خفض ضغط الدم.
3- يساعد في الوقاية من السكرى؛ إذ يقدم المؤكسدات الطبيعية في الشاي- خاصة الأخضر- بمنع الإنزيم الخاص بتحويل النشا إلى سكريات بسيطة يمكن امتصاصها في مجرى الدم، فينخفض بذلك مستوى السكر.
4- يسهم الشاي الأخضر بشكل كبير في وقاية الأسنان من التسوس، ويحمى اللثة من الالتهابات؛ حيث يعمل كمضاد للبكتريا المصاحبة للطعام، والتي تترسب على الأسنان، فيمنع تكونها، ويزيل الرائحة الكريهة من الفم.
5- لا يساعد الشاي فقط على الاسترخاء، بل يمكنه أيضًا المساعدة في التخلص من الكيلو جرامات الزائدة في أوزاننا، فالشاي بجميع ألوانه يخدم النحافة؛ حيث يحفز ويقوى عملية حرق السعرات في الجسم.
ويمتاز الشاي الأخضر بقدرته على تخليص الجسم من مواد سامة، ويحارب احتباس الماء، وينشط عمل الجهاز الهضمي، والكليتين، كما أنه يقلل من حدة الشهية.
6- يحتوى الشاي على مواد تسمى (الفلافو نولات) تقاوم المواد المؤكسدة التي تدمر أنسجة الجسم وتفسدها، وبالتالي يعمل الشاي على وقاية الجسم من التحولات السرطانية.
7- قام فريق من الباحثين بعمل كريم من الشاي الأخضر يسهم في الوقاية من سرطان الجلد، بمنعه تكون الخلايا السرطانية عليه، وإيقاف نموها.
إن المأخذ الوحيد الذي يؤخذ على الشاي هو الظن بإعاقته لامتصاص الحديد، والعلاج لذلك سهل، ويكمن في تأخير تناول الشاي إلى ساعتين بعد الوجبة الغذائية، وتناول أطعمة تحوى فيتامين (ج) مع الحديد خاصة نباتي المصدر لرفع درجة امتصاصه في الجسم، مع عدم غلى الشاي مع الماء، بل إعداده بطريقة الشاي (الكشري) المعروفة، وهى إضافة الماء المغلي إلى الشاي في الكوب أو الفنجان.
الكاتب: هبة الله سمير.
المصدر: موقع الشبكة الإسلامية.